تداركوا مابقي من الوطن../إبراهيم محفوظ
مدون وكاتب
كلّ جوازٍ يحملُ في طيّاتهِ حلماً ضائعاً في وطنٍ طاردٍ لأبنائه ، كلّ ملفٍّ يحكيِ عجزاً مختلفاً ، هذا عجزَ عن دراسةٍ تستحقُّ التّعب ، وتلكَ عجزت عن دواءٍ يخفّفُ الألم ، وذاك عجزَ أن يتعرّف عليه وطنهُ فيرحمهْ ، فاختار أن يحفظَ بقيّة كرامة..ويغادر !
منظرُ الوجوهْ الشابةِ اليائسة في طوابير الإنتظار أمام السفارات وفي قاعاتِ إنتظار المطاراتْ موجعٌ وقاسٍ ، أهناكَ أصعبُ من أن يطردك وطنك لتصارعَ المجهول ؟!
هجرةُ الشّباب فاضحة ، تفضحُ المسؤولَ المقصّر ، والوزير المتقاعس ، والنّظام الفاسد ، والرئيس الباحث عن إرضاء اللصوص على حساب الوطن ، وتفضحُ كذبة الوطن الرّحيم .
لم يعدْ الأمرُ مجرّد حالاتٍ فردية ، ولم يعدْ حلماً يراودُ القلّة القليلة ، هذه الأرضُ تلفظُ أبنائها بطريقةٍ مرعبة ، بغضّ النّظر عن الأسباب والدّوافع ، الخسارةُ كبيرة والنزيفُ يتواصل ، بقناعةٍ أو بدعاية مغرضة لا يهم ، النتيجة واحدة والكارثة تكبر يوماً بعد آخر ، كلّ مهاجرٍ عن وطنهِ مسمارٌ في نعشِ هذه الأرض!
تداركوا مابقي لكم من هذا الوطن بربّكم ، الوطنُ الذي تصبحُ أجمل لحظاتك فيه يوم تغادرهُ ليس بخير أبداً..