من هو الوزير الأول القادم؟

الحسن لبات- كاتب صحفي

قبل انطلاق الحملة وبينما لا تزال المعارضة منشغلة بالتسجيل والمهرجانات ومراقبة المكاتب الانتخابية، بدأت الأغلبية في التفكير في اسم الوزير الأول المقبل، ويبدو أن التنافس ينحصر بين خمسة أسماء :

1- المختار ولد اجاي الوزير مدير الديوان الحالي، الذي يتطلب تعيينه إجراء عدة تغييرات تكتيكية.

مثلا.. بموجب تقاسم المناصب بين الولايات، لا يمكن لولاية واحدة أن تجمع بين الوزارة الأولى ورئاسة البرلمان.

وعليه، في حالة تعيين ولد اجاي وزيرا أول، يستوجب ذلك تعيين رئيس البرلمان الحالي على رأس إحدى الوزارات السيادية، الداخلية مثلا، على أن يتم تكليف وزير الداخلية الحالي بإدارة الديوان من جديد.

وطبعا استقالة الرئيس محمد ولد مكت لا تستدعي حل البرلمان. يكفي أن تجتمع الغرفة لانتخاب رئيس جديد، من الموالاة طبعا بما أنها تمتلك الأغلبية الساحقة في البرلمان.

2- أما إذا قرر رئيس الجمهورية متابعة سياسة التوازنات الكبرى، فسيتم إسناد الوزارة الاولى لمدير الحملة الانتخابية، الوزير سيد احمد ولد محمد الذي يحظى بثقة رئيس الجمهورية، والذي يعتبر من الوزراء القلائل الذين استطاعو المحافظة على عضوية الحكومة منذ بداية المأمورية.

كما أنه من الوزراء الذين يعتبرون قاطرة للعمل الحكومي. في الوقت الذي يقوم فيه الوزراء بسرقة أفكار المستشارين والمكلفين بالمهام، تتواتر الشهادات حول سيد احمد ولد محمد، الذي يأخذ دائما وقتا عند نهاية اجتماعات اللجان المصغرة، للإشادة بمعاونيه أمام رئيس الجمهورية أو الوزير الأول، أو في الاجتماعات مع الشركاء والمانحين.

كما أنه في حالة حدوث أغلاط في الوزارة، يقوم هو وحده بتحمل المسؤولية، عكس غالبية الوزراء الذين يسحب كل منهم البساط نحوه في حال ما إذا حدث إنجاز، ويرمون بالمسؤولية على طاقم الوزارة عند حدوث الأزمات.

3- العقبة الوحيدة في طريق سيد احمد ولد محمد أنه ينحدر من ولاية الحوض الشرقي، وهو ما قد يساهم في تعبيد طريق الوزارة الاولى أمام وزير الثقافة السابق محمد ولد اسويدات، المحسوب على الجناح السياسي لمدير الديوان المختار ولد اجاي.

4- محمد ولد عبد الفتاح المقرب جدا من رئيس الجمهورية، كما أنه معروف بقدرته على جذب الاستثمارات الكبرى في مجال الطاقة، حيث نجح سابقا في استقطاب شركات عالمية أو إقناع أخريات بزيادة استثماراتها في موريتانيا :

– إيكسون موبيل
– رويال دوتش شيل
– بريتيش بتروليوم BP
– توتال إينيرجي

أي أربعة من بين عمالقة البترول والغاز السبعة المعروفين في العالم. هذا بالإضافة طبعا إلى كوسموس وبتروناس وتولو.

وجميع هذه الشركات غادرت بلادنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما عدا BP وكوسموس.

5- ويبقى الاحتمال الأرجح هو أن يتم تجديد الثقة للوزير الاول الحالي، نظرا لما يمثله من عوامل الهدوء والطمأنينة لرئيس الجمهورية.

طلبتُ مؤخرا من أحد بارونات الحزب الحاكم تعريفا للوزير الأول محمد ولد بلال فأجاب :

اكتب كلمة “ضَعْف”، ثم اكتب بعدها ما تشاء : الأداء، الشخصية، الكاريزما، الديناميكية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى