عرفات: الإعلان عن وفاة مؤذن مسجد تكوين العلماء
أعلن اليوم الاثنين عن وفاة يوسف بن بلال، مؤذن مسجد مركز تكوين بمقاطعة عرفات، بولاية انواكشوط الجنوبية، المعروف شعبيا بمسجد “الددو”.
وقد نعاه العديد من طلاب مكز تكوين العلماء، والعارفين به في سوح الدعوة ومجالس الخير.
فقد كتب: د. محمد الأمين ولد محمد المصطفى:
” يوسف بن بلال
كان صوتنا الحادي إلى الصلوات، حين يحبرأذانه تحبيرا، لينساب عبر مسامات الأثير فيصل القلوب مضمخا بالإخلاص، والتوثب والسكينة، كانت ذبذبات أذانه جذابة للقلوب فيها بعض سيمى وبركة وجلال أذان بلال، كان يوسف إذا أذن بليل تغشتنا السكينة، وإذا أذن بالنهار شوق الذين لاتلهيهم تجارة ففاؤوا إلى المسجد مسرعين…
يوسف بن بلال:
كان شاهدا على عصر من نقاء الدعوة وصمود الأخيار وصلف المستبدين، كانت بسمته أيام الأزمات بلسمًا للمتمسكين بمبادئهم، وكان هدير أذانه زلزلة للمساكين “المقنعين” ممن يندسون بين صفوف المصلين لمضايقة الدعوة وأهلها..
يوسف بن بلال:
كان رمزًا-بكل دلالة الرمز السيميائية- من رموز الدعوة مفصحا بأذانه عن أصالتها وربانيتها وخلودها وشهودها وعزتها وإخباتها وفصاحتها، وبساطتها، وكان أذانه بالنسبة لنا -معاشر صغار الدعاة- معينًا لاينضب، تتلقاه قلوبنا الغضة فتطمئن أن “مسيرة الخلود” في ظلال القرآن” ماضية في “مسارها” لا تحدها “العوائق”
يوسف بن بلال:
يا أخانا المرابط في محاريب الدعوة والصفاء، ويارمزنا الذي تتوحد تحت رايته أجيالنا وياصوتنا الحادي أن عودوا إلى ربكم ، وياظلنا الوارف حين تلفحنا رمضاء الماديات وتثقلنا هموم التدافع…
نم قرير العين تدعو لك قلوب الإخوان، وتذكرك في دجى ليلها، وسكينة فجرها وإشراقة صبحها، وتلهج جموعها لك بالدعاء في منابرها …
رحم الله بسمتك الوديعة وروحك الطاهرة، وتمتمتك بالذكر وشموخك في وجه الطغاة، وزهدك المستعلي، وبوأك منازل الصالحين وربط على قلوب ذويك ومحبيك ودعوتك”.
و كتب الطالب بالمركز: محمد صلاح الدين سيد محمد:
‘بهذا الصوت العذب كان يوسف ول بلال يترنّم بالأذان، وطيلة عقد من الزمن ظلّ يوسف يخدم عمّار بيوت الله ويصاحب طلبة العلم ويحب أهل الخير ويتعلّق بهم.. ما من أحد مر من حيّ جامع أسامة في عرفات أحرى إن سكن ودرس وعايش روّاد ذلك المعلم العامر وإلا ويعرف سماحة نفس يوسف وطيب خلقه وسعيه الحثيث إلى الخير..
كانت عندنا مبادرة خيرية في الحي مع كل موسم رمضاني ولم نكن نجد أكثر من يوسف معرفة بالمعوزين في الحي وحرصا على مساعدتهم رغم الخصاصة..
اليوم توفي يوسف بعد رحلة معاناة مع المرض فالله نسأل أن يتغمده برحمته ويكرم نزله ويحسن عاقبته ويدخله في الصالحين وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.”