عمدة عرفات السابق: أهل عرفات.. خاصتي وأهل بيتي (نص التوديع)

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى وسلم على محمد وآله
أهل عرفات.. خاصتي وأهل بيتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا
هذا الموضع لا يهون ولا تنزل مكانته ولا تقل قيمته، وهذه اللحظة من العمر لا تنسى ففيها يتجلى الفراق، لكنه فراق وامق، فقد تبادلت وأهل عرفات المحبة من غير تزييف ولا تكلف، فاختاروني لثلاث مأموريات، وذلك حد التأكيد، وكنت في كل من تلك المناسبات أقدم رجلا وأؤخر أخرى، فلا يخذلون ولا يترددون.
واليوم وقد وجدت الفرصة سانحة لتوديعكم، مبتعدا عن واقع مسؤوليتكم المباشرة، لا تسعفنى الكلمات ولا تواتيني العبارات، لأقدم لكم ما تستحقون علي من جزيل الشكر وعظيم التقديرووافر الاعتذار
فقد سلمت اليوم مهام العمل لعمدة بلدية عرفات الجديد الزميل محمدمحمود أحمدجدو
وبذا أطوي صفحة ليست هينة من حياتي السياسية والاجتماعية، قوامها التآزر والتكاتف والمحبة. لقد قدمت إلى هذه البلدية قبل مأموريات ثلاث، لا أملك إلا صدق النية وحسن التوجه لخدمة ساكنيها، فرحبوا بي وكرروا ترحابهم وأكدوه فازدادت النية عزيمة وربى التوجه صدقا.
نعم إنها لحظة من لحظات الصدق، فها نحن نفترق في هذه المهمة، وتلك سنة الحياة، فلكل مسير محطة توقف، لكنا نتبادل الود والإخلاص في كل عناوين الحياة، فقد تعاهدنا من قبل؛ ووفينا بما تعاهدنا عليه، فكان مني السعي الدائب في مصلحتكم، والإخلاص في مهمتكم، وكان منكم العون والسند والتفهم والإعذار. قضيت معكم هذه المأموريات، متخففا من الوعود، فعهدي معكم أن أوظف المداخيل المتواضعة أحسن توظيف، فلا أكلفكم ما لا تطيقون، ولا أحملكم التزامات أنتم في غنى عنها، بل أماشيكم سير ضعفائكم وأتقدم بكم مقدار خطوكم، وفق الهدي النبوي “سيروا سير ضعفائكم”. وأشهد الله ما ترددت فيما ينفعكم، ولا ادخرت جهدا في خدمتكم، فقد طرقت أبواب الداخل والخارج، وشددت إجراءات الحكامة، والتزمت بمسطورها، ووقفت عند منطوقها، حتى لا تضيع لكم أوقية، أو تعطل لكم مصلحة.
وكنتم انتخبتم معي مجالس كانت نعم العون، حيث عملنا بروح الفريق، رغم تعدد الأحزاب والمشارب، فلكل تلك الشخصيات خالص الود وعظيم التقدير.
وقد آزرتني في تحقيق مصالحكم؛ مساعدون موظفون في إدارات ومصالح سعوا في الإنجاز؛ ومن قبل في التصور والتخطيط، فلهم مني خالص الود وجميل الاعتذار عن كل تقصير، وقد كان لمجمل الإدارة الإقليمية هنا دور مذكور ، وجهد مشكور ، فباسمكم أتقدم إليهم بالشكر والتقدير.
سادتي سيداتي
أرحب باسمكم جميعا بالأخ العمدة، وأدعو الله أن يوفقه لخدمتكم، فكونوا له عونا، فلا تقوم المصلحة بغير تكاتفكم جميعا، كما أدعو المجلس البلدي الجديد للعمل بروح الفريق وتجاوز آثار التنافس خدمة لمصلة البلدية وسكانها الكرام.
وأخيرا…
سأظل كما كنت معكم وفيا لعهدكم، مخلصا لمصلحتكم، فإن لم أكن اليوم عمدتكم، فإني مستشاركم المؤتمن وخادمكم المتطوع وأخاكم الصادق الدهر معكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى