هل يفعل الغاز بموريتانيا فعل النفط بالخليج؟
أثارت وكالة الأناضول التركية الناطقة بالعربية، موضوع الثروة الغازية، التي يبشر بها الخبراء الشعب الموريتاني، حيث تقدر احتياطات البلاد من الغاز الطبيعي، ب 100 ترليون قدم مكعب.
وقد تساءلت الوكالة ما إذا كانت هذه الثروة الهائلة ستنعكس على واقع الشعب، و القفز بالبلد من مصاف الدول الفقيرة، وسلالم تصنيفاتها إلى مصاف الدول المتقدمة، مستحضرة واقع دول الخليج قبل ظهور النفط وبعده.
و استحضرت الوكالة انعكاس الثروات المكتشفة حديثا على الدول قليلي السكان، مستعرضة التجارب الناجحة في السياق، ممثلة في الكويت، و الفاشلة، مستشهدة ب ” ليبيا” القذافي، و ليبيا الثورة، معيدة الفشل الليبي إلى غياب ” الاستقرار السياسي والأمني منذ 2011، وسوء التخطيط التنموي، والانخراط في الأزمات الدولية بشكل سلبي في عهد معمر القذافي (1969- 2011)”،
وصنفت الوكالة موريتانيا قي المرتبة الثالثة إفريقيا بعد نيجيريا (207 ترليون قدم مكعب)، والجزائر (159 ترليون قدم مكعب) كما أبرزت تفوق حجم الاحتياط الموريتاني، على نظيرتها الليبية والمصرية، الليبي (نحو 55 ترليون قدم مكعب) و المصري 63 ترليون قدم مكعب).
ونبهت الوكالة إلى التبعات التي يمكن أن تنشأ عن الثروة الجديدة، متخوفة من أن يجعل الغاز الموريتاني البلاد ” أمام مفترق طرق مصيري” كونها ستكون محط أنظار وأطماع القوى الغربية، حيث ” سيلعب الغاز الموريتاني دورا استراتيجيا في تعويض جزء من نظيره الروسي، وضمان أمن الطاقة الأوروبي، ما يوفر للبلاد ليس فقط مداخيل كبيرة بالعملة الصعبة، بل سيزيد من أهميتها الجيوسياسية بالنسبة لأوروبا والعالم.
و استطردت الوكالة بأن ” موريتانيا لا تمتلك الأموال الكافية لاستثمار مليارات الدولارات في استخراج الغاز وبناء مصانع تسييله وتخزينه وتصديره عبر موانئ وسفن خاصة، مثلما فعلت قطر منتصف التسعينات، لذلك تضطر موريتانيا للاعتماد على الاستثمارات الأجنبية للشركات المتعددة الجنسيات، خاصة البريطانية والأمريكية والفرنسية”.
ويتوقع ـ حسب الوكالة ـ أن يتم بيع أول شحنة غاز موريتاني نهاية 2023، في ظرف دولي غاية في الحساسية، حيث تسعى الدول الأوروبية للاستغناء كليا عن صادرات الغاز الروسي التي بلغت العام الماضي أكثر من 150 مليار متر مكعب.