في تأبين القاضي:تقي الله ولد الشيخ محمد فاضل
المفتش: محمد سالم ولد أعمر
رحم الله التقي النقي
دلف إلينا ذات صباح من عام 2009 على ما أظن فتى وسيم قسيم، يخطو بتوأدة وهدوء، عرفنا باسمه الجميل البراق تقي الله بن الشيخ محمد فاضل، وكان عطر طباعه الفاضلة الفاضلية يسبق عطر أناقته المشهودة.
سرعان ما اندمج الشاب بين رفاقه في عمل إعلامي ذي جوانب متعددة، أظهر فيه براعته محررا، ومترجما ومذيعا ذا حنجرة ذهبية، وأخا لبقا إلى أقصى ما تصله معاني اللباقة والظرافة.
كان ميسم الشرف نسبا وخلقا وفعلا براقا على وجهه وخلاله وشمائله، وكأنه المعني بقول الشاعر
جعلوا لأبناء الرسول علامة
إن العلامة شأن من لم يشهر
نور النبوة في وسيم وجوههم
يغني الشريف عن الطراز الأخضر
عرفنا دون أن يخبرنا، وإنما وشت بذلك معارفه المتدفقة إنه يحمل يومها شهادة الماستير في الإعلام، وشهادة المتزير في علوم الشريعة من المعهد، وأنه نهل من محاظر متعددة درس فيها بين أخواله الجكنيين، وأنه نهل من محظرة النباغية وغيرها من المحاظر.
وأنه كان مثالا لطالب المحظرة النابه الذي لم يشغل نفسه بذلك المسار الطويل الذي يبدأ بالابتدائية، ثم الإعدادية والثانوية، في رحلة سيزيفية مهلكة، بعد حمل معارفه المحظرية وسنده القرآني، وترشح للباكالوريا فنالها بجدارة، ثم سجل في دورات للغة الفرنسية، فأتقنها.
ترشح تقي الله لاحقا للقضاء ففاز متفوقا بين أقرانه، وترقى في مراتبه، وكانت آخر وظائفه إدارة مركزية في وزارة العدل
يرحل تقي الله إثر حادث مؤلم في المملكة المغربية، مكث إثره في غيبوبة عدة أسابيع، يرحل دون أن يكمل عقده الرابع، وهو في ميعة الشباب مكتهلا بعلمه وحلمه وأدبه وحسن سيرته وفضائل خلاله،وطهارة نفسه وعفة لسانه.
فالله أسأل أن يبدله بالدنيا الجنة، وأن يوسع له في رحمته، وأن يرفع ذكره في الخالدين، وأن يخلفه في أهله بخير