الداخل الموريتاني.. رسائل من تحت الماء

غمرت السيول الجارفة طرق وأزقة مدن عديدة في الداخل الموريتاني، بعد تجاوز كميات الأمطار حاجز  ال100 ملم مما خلف خسائر كبيرة، كادت أن تتجاوز الخسائر المادية إلى البشرية، وما قصة “شبو”-  الذي ظل متمسكا بحجر تعلوه المياه، وتسفل عنه مدة يوم كامل، إلى أن أسفر صبح اليوم الموالي عن تدخل فرقة إنقاذ نجحت في انتشاله- عنا ببعيد.

إني أغرق.. 

كانت مقاطعة گرو بولاية لعصابة، و مدينة انبيكه عاصمة بلدية تامورت انعاج بولاية تكانت، أكثر مناطق الداخل الموريتاني تضررا من السيول ، التي اضطرت أغلب السكان لإخلاء منازلهم، والبحث عن مأوى جديد.

المنتخبون والسكان في هاتين المدينتين أطلقوا نداءات استغاثة تطالب بالتدخل العاجل لمؤازرة السكان في محنتهم

فقد دعا العمدة الأسبق لبلدية گرو: عبد الله ولد الطالب ولد أباهن ” كافة أبناء المقاطعة؛ من أطر، ومنتخبين، ورجال أعمال، إلى تحمل كامل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية في هذا الظرف الحرج لمؤازرة ومساعدة منكوبي المقاطعة ومتضرريها؛ وذلك من خلال جهد جماعي منسق ومنظم دعما لجهود الدولة والحكومة وتنسيقا مع السلطات العمومية ومؤازرة لجهودها وخططها في هذا المجال”.

من جانبه عمدة بلدية تامورت انعاج  أحمد ولد أحمد بد، طالب “السلطات الموريتانية بـ “التدخل العاجل” من أجل تخفيف معاناة سكان بلديته المتضررين من الأمطار.

وأضاف في بيان صادر الأحد،-  نشرته صحراء ميديا– إن السيول المتدفقة من وادي تامورت انعاج غمرت السوق المركزي وعدة أحياء من مدينة انبيكة التي يقطنها حوالي 5 آلاف نسمة.

و ذكر  العمدة، بأن السيول تسببت بقطع الطريق الرابط بين ولاية تكانت، وسط موريتانيا، وباقي الولايات.

مبادرات رسمية وشعبية.. 

قال  الجيش  الموريتاني إنه قام بإجلاء السكان المتضررين من السيول في مدينة انبيكه، مضيفا  أن التدخل يأتي “في إطار مشاركة الجيش الوطني في التصدي للكوارث الطبيعية والحالات الإنسانية، وتلبية لنداء الاستغاثة الذي أطلقته الساكنة والمنتخبون المحليون والسلطات الإدارية في مدينة انبيكه عاصمة بلدية تامورت النعاج،” بحسب بيان للجيش.

وكانت السلطات الموريتانية قد شكلت لجنة طوارئ محلية لمراقبة وضعية السيول،وتقديم المساعدات للمتضررين. 

و أكدت اللجنة في بيان صادر عنها أنها بدأت عملية إجلاء الأسر المتضررة.

وقد بلغ عددها 575 أسرة من سكان المدينة تضررت جراء السيول التي غمرت المنطقة منذ مساء السبت الماضي.

وفي مقاطعة گرو ظهرت مبادرات شعبية تهدف إلى التخفيف من كارثة السيول، حيث تبرع نائب المقاطعة السابق:  محمد يسلم ولد محمد عبد الله بمليون أوقية لصالح السكان،  فيما تبرع رجل الأعمال:  ممود ولد السيد ب 10 ملايين أوقية قديمة، فيما تدخل قسم “تواصل”  بالمدينة موزعا بعض المساعدات على السكان.

يذكر أن موريتانيا شهدت هذا العام تهاطل كميات كبيرة من الأمطار،  أسفرت عن خسائر مادية معتبرة،  كان من بينها تأثر موسم “الكيطنة”  في أكبر الولايات الواحاتية، ولاية آدرار، الموسم الذي ينتظره السكان المحليون سنويا، حيث يشكل رافعة قوية لاقتصادهم، ودعما حقيقيا لمداخيلهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى