حوار نقابات التعليم والتهذيب..بين المتوقع والمأمول
(موقع_الجنوبية) شهد الحقل التعليمي الموريتاني خلال السنوات الأخيرة احتقانا متزايدا، ترجمته كثرة الاحتجاجات والإضرابات التي خاضتها نقابات المدرسيين، و انطلقت شرارتها سنة2019 حيث ظهرت- حينها- تكتلات نقابية قوية، استطاعت أن تستقطب المدرسيين، وتخوض بهم جولات نضالية أعطت- وفق مراقبين- نتائج مهمة، أبرزها زيادة علاوة الطبشور، ومضاعفة علاوتي البعد والتجهيز.
وشهد العام الدراسي الحالي 2023- 2024 عدة احتجاجات شملت مختلف أسلاك ووظائف التعليم، معلمين وأساتذة،ومديرين، ومفتشين، ومقدمي خدمات تعليمية..ما جعل وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي(القطاع الوصي) تفتح قناة جديدة للحوار مع عمال التعليم، يكون انطلاقها إعلانا لتوقيف قناة الحوار الوحيدة( مشروع تثمين مهنة المدرس) والذي يدخل عامه الرابع والأخير، دون أن يحقق ما كان معقودا عليه من آمال وفق بعض الآراء داخل الحقل النقابي.
فهل ينجح الحوار الجديد فيما فشل فيه سلفه؟
انطلق المسار التفاوضي الجديد بعد ما عرف إعلاميا ببيان(36) حيث حذرت نقابات التعليم الأساسي والثانوي وزارة التهذيب الوطني من مغبة التمادي في تجاهل مطالبها.
وهددت النقابات بخطوات تصعيدية إذا لم تستجب الوزارة لعريضتها المطلبية الموحدة المتمثلة في:
زيادة الرواتب
زيادة العلاوات ومراجعتها.
الولوج للسكن اللائق.
تسوية المظالم العالقة.
وبدأ الحوار بشكل فعلي في الثامن والعشرين من مارس الماضي، تاريخ انعقاد أول جلساته بمدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط.
وسُبِق الاجتماع بمذكرة عينت بموجبها وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي ممثليها في الحوار، ودعت فيها نقابات التعليم الأساسي والثانوي الموقعة على العريضة المطلبية الموحدة لجلسة انطلاقة الحوار. .
تقاسم الأدوار..
كانت الجلسة الأولى جلسة تمهيدية اتفق فيها المجتمعون على الخطوط العريضة للحوار، وتفاسم الأدوار بين الفريقين، فريق النقابات وفريق الوزارة، فشكلت أربع لجان فنية تبحث المطالب الأربعة للنقابات، لجنة الراتب، لجنة العلاوات، لجنة السكن، لجنة المظالم، وتتشكل كل لجنة من ممثلين عن النقابات، والوزارة.
وبحسب مصادر الجنوبية فإن جميع اللجان أنهت عملها، وينتظر أن تعقد جمعية عمومية لتوقيع المحاضر النهائية للحوار خلال الأيام القادمة.
فسحة أمل..
يتفاءل المشاركون في الحوار بوصوله إلى نتائج هامة، فهو الحوار الأول الذي يجري في ظل إجماع نقابي غير مسبوق، كما يتميز بمباركة من الحكومة ومتابعة واهتمام شخصي من وزير التهذيب.
ويضيف المتفائلون بأن سير جلساته طبعتها الجدية والانسجام، وتقارب وجهات النظر، ما يعزز هذا الطرح ويشهد له.
على الضفة الأخرى..
في المقابل تخشى فئة عريضة من المدرسين أن يكون هدف الحوار الأول تهدئة الساحة التعليمية في وجه موسم سياسي ساخن.
ويعززون رأيهم بأن الوزارة اعتادت على امتصاص غضب المدرسين، بالدعوة إلى حوار ظاهره الرحمة بالمدرسين، وباطنه اللعب على حبل الوقت، خصوصا وأن السنة الدراسة تشرف على النهاية.
ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى مشاكل التعليم معلومة لدى الوزارة، مسطورة في العرائض المطلبية للنقابات، المودعة عند الوزارة، والغائب فقط هو إرادة التنفيذ.
وبين التشاؤم والتفاؤل، يبقى المدرس الميداني في انتظار ما سيسفر عنه الحوار من نتائج، عساها تخفف من وضعه المادي والمعنوي الضاغط.