استقبال الرؤساء… حين يذل المواطن نفسه..
لا يفتأ المواطن الموريتاني يذل نفسه، ويهرق ماء وجهه، كلما تحركت سيارة برئيس،أو حلقت به طائرة:
أنتَ بين ثنتين تبرزُ للنا
سِ وكلتاهما بوجه مذالِ
لستَ تنفكّ طالباً لوصالٍ
من “رئيس” أو راغبا في نوالِ
يساق المواطون كالقطعان الأليفة، ينتظرون عشرات الساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، عسى أن تمتلئ أعينهم برؤية الرئيس الزائر، الملوح من بعيد من داخل سيارته المكشوفة لجموع المستقبلين.
في الألفية الثاللثة مازال المشهد يعيد نفسه، مئات السيارات الفارهة، وروائح العطور الزكية تغص بهما شوارع المدينة المزورة أياما قبل مجيء الرئيس. يتسابق الوافدون، ويتنافسون لإظهار قدرتهم على الحشد، فمن يحشد أكثر، يكون أكثر حظا في التعيبن، وأكثر حظوة في دوائر القرار.
ومع كل زيارة رئاسية يبقى المواطن الضعبف الضحية والخاسر الأكبر، يخسر وقته وجهده دون عائد مادي أو معنوي، يكفيه أن يذكر اسمه فلان ذو الوزارة أو الإدارة، أو يجلس معه في مجلس واحد.. إنه لذو حظ عظيم.
آن للمواطن الموريتاني أن ينتبه من غفلته، ويصحو من غفوته، ويلفظ أصحاب الأوجه المحنطة في الإدارة والوزارة، فهي سبب ما آل إليه التعليم من فساد، وما وصلته الصحة من ترد، وما يلغته الأسعار من ارتفاع، وأن يجعل يده في أيدي المصلحين عسى أن تتدارك رحمة ربنا هذا الوطن المنهوب المتكوب، بسبب نخب همها الجيوب وتأمين مستقبلها، بل ومستقبل أحفادها على حساب الوطن.
فهل سيأخذ المواطن العبرة من الماضي؟