توجيهات تربوية للمعلمين والمؤطرين/ المفتشة: البتول عبد الحي
أجوبة على أسئلة طرحها بعض الطلاب
أستاذتنا سوف نذهب للعمل ، فبماذا تنصحيننا .
عزيزي الخريج :
عند بدء العمل:
سم الله واقرأ الآية التالية : ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا .صدق الله العظيم
2- استصحب نية منفعة المسلمين بعلمك وخبرتك .
3-تهيأ جيدا للمهمة نفسيا وأدواتيا وواظب على الحضور قبل الوقت بما يضمن لك الحضور ذهنيا .
– اصحب زملاءك المعلمين باحترام ومحبة واكسب ثقتهم حتى يشعروا بأنك مساعد لهم ومسهل .
مع الحفاظ على مسافة غير مرئية بينك وبينهم .
لا تجعل نفسك في مواجهة مع المعلمين،
ولا تستعرض معهم قدراتك، فمهما كانت قدراتك ستجد من يفوقك في معلومة أو مهارة معينة .
لا تظهر بمظهر من يرى أنه يحتكر الحقيقة وحده ، حتى لوكنت متأكدا مائة % أن ما تقوله هو الحقيقة .
4- ابتعد عن اسلوب الأمر والالزام في شقك التربوي فحقل التربية والتهذيب ،لا تناسبه لغة الأوامر أو اساليب الإلزام والجزم بل تناسبه لغة النقاش و الإقناع بالتي هي أحسن .
أما الشق الإدارى من عملك فتناسبه القوة والحزم؛ ناقش مع زملائك المعلمين كل القضايا وشاورهم في الأمر حتى إذا ما اتضح الصواب أو الوجاهة لخص الوجهة العامة للرأي بعبارات واضحة ومؤدبة تتحول بعدها مباشرة للغة الحزم المؤدب ، وهنا يبدا موقع الحزم و الصرامة عندك كمسئول لين مشاور وقت المشورة واللين ، صارم متابع وقت الصرامة ووقت التنفيذ فإذا عزمت فتوكل على الله وابدأ مرحلة التنفيذ .
من بين ما تحتاجه أخي الموجه التربوي ، انتقاء معجم يناسب حقل عملك الجديد فقد كنت تتحدث أغلب الوقت مع أطفال لهم معجمهم الذي يناسبهم، واليوم تخاطب راشدين لهم مستويات معرفية مختلفة يناسبهم أسلوب وعبارات ومستوى معرفي وحقول معرفية مختلفة عما تعودت عليه فلابد من العمل على نقلة نوعية في التعبير وطرق استغلال رصيد المعارف.
ستكون صيغة الإلزام هي آخر ما يصل إليه الحديث وقد لا يصل إليها.
استعمل عبارات مثل : يمكن أن نجرب الصيغة كذا، ألا ينبغي أن نفعل كذا، ألا يستحسن أن نفعل كذا ، إن أعطيت مثالا للمقارنة بين وضعية أو صفة فاضلة وأخرى مفضولة بينك وبين شخص آخر لا تجعل الصفة الفضلى لنفسك ، فذلك يضيع فرص الإقناع .
و ردت على أسئلة من بعض طلاب المدرسة العليا للتعليم في فترات مختلفة سنورد أهم أجوبتها هنا ليستفيد منها من يحتاجها.
الطالب: لماذا تتدخل الولاية في صلاحيات الإدارة الجهوية للتعليم في الولاية وتصادر صلاحيات المفتشين .
الجواب :
هناك حقائق ينبغي أن يعلمها الكل، فحسب القانون المنظم للعمل الجهوي فإن المسؤول الاول عن التعليم في الولاية هو الوالي وفي المقاطعة هو الحاكم وفي المركز الإداري هو رئيس المركز ، والمدير الجهوي رئيس مصلحة تابعة للوالي يقترح في مجال التعليم ويستمع الوالي لاستشاراته ومقترحاته ويوافق على مايراه مناسبا منها ، فكل القرارات والمقررات يوقعها الوالي أو من ينوبه لذلك في المقاطعة( الحاكم ) أونائبه في المركز( رئيس المركز) إلا ماقد يكل الوالي للمدير الجهوي كتحويل التلاميذ والطلاب وما إلى ذلك مما يخفف به الوالي العبء عن نفسه.
تنص المادة 8من قانون الوظيفة العمومية رقم 09/ 93 على أن أوامر الرئيس في العمل شفهية كانت أم كتابية واجبة التنفيذ إلا في حالة ما إذا كانت ستتسبب في ارتكاب جنحة ، ففي تلك الحالة يلزم أن تكون مكتوبة .
كثيرا ما تحدث النزاعات بسبب عدم فهم مسؤولي التعليم حدود صلاحياتهم إزاء الإدارة الإقليمية التي تمثل سلطة رئيس الجمهورية كل منها في موقعه.
وتفاديا لذلك ينبغي أن يسود التعاون والتناصح بين فريق التعليم في الإدارة الجهوية أو المفتشية فيما بينهم وفيما بينهم مع السلطات الاقليمية ، فهو الأسلوب الأمثل ، لا تجاذب صلاحيات تمتلكها السلطة الادارية وحدها ، وقد تسحبها من المدير الجهوي الذي هو رأس الهرم التعليمي متى شاءت . .
ليس هذا انتقاصا من قيمة الإدارة الجهوية للتعليم ولا العاملين فيها إنما هو تنظيم ضروري لسير عملية التنمية الشاملة في سياق منسجم مع السياق العام لخطة تنمية الدولة . فالولاية مقطع من الدولة يحمل سماتها و خصائصها.
وهي كتلة واحدة يديرها المسؤول الأول بحكم تفويضه من رئيس الجمهورية وكل من يعمل في الولاية هم معاونون له يتوزعون حسب مجالات التنمية التي تمثل كل مجال منها وزارة بعينها ، فالولاية ما هي مقطع مصغر من الدولة يحمل سماتها وخصائصها يرأسه الوالي وله في كل مجال معاون يسمى مديرا أو رئيس مصلحة : معاون في مجال الامن يسمى المدير الجهوي للأمن و معاون في مجال الإدارة الترابية والضبط هو الحاكم و معاون في مجال العدالة والتحاكم وفصل النزاعات رئيس محكمة الولاية ، معاون في مجال التعليم المدير الجهوي للتعليم .
معاون في مجال الصحة المدير الجهوي للصحة كذلك باقي القطاعات .
وهكذا فكل هؤلاء- ماعدا القاضي الجالس تقتصر صلاحياته على تسيير الجانب الفني وتقديم الاقتراحات بما ينبغي فعله من وجهة النظر الفنية المبنية على الخبرة والتخصص في الميدان .
وكثيرا ما يفوض الوالي أ والحاكم صلاحياتهما لمسؤول قطاع للتصرف في مجاله في حالة الظروف العادية ثقة منهم في خبرته وأمانته ،لكن وقت ما يتطلب الأمر التدخل سيسحب المسؤول صلاحياته ، خاصة إذا تعلق الأمر بما يؤثر على السكينة العامة والامن، فللأمن أولوية مبررة على كل القطاعات .
الطالب : ماهي مهمة المفتش وحدود صلاحياته ، وهل هو ملزم بالحضور يوميا؟ أم عليه فقط أن يقوم بثلاث زيارات خاطفة للمعلمين طول السنة.
جواب
بالنسبة للمهمة الاصلية للمفتش كماهي محددة بالمقرر 140 الرقابة والتأطير والتقويم والتكوين عن قرب ،والتسيير الاداري والمالي للمرافق التي يكلف بالإشراف عليها وهي كلها تدخل في إطار عمل الادارة التربوية ، وقد ورد في قانون الاصلاح 012/1999 مفتش المقاطعة يؤطر عن قرب.
وكما ترون فالنصوص التي كانت تنظم هذه المهنة بعضها قديم لم يعد مجال تطبيقه موجودا وبعضها مقتضب اقتضابا مخلا وللأسف لست على اطلاع على الواقع الحالي فقد تكون هناك مقررات تنظيمية جديدة ما أعرفه هو قانون الإصلاح 99مازال ساري المفعول وفي كل الأحوال قد يوجد إطار قانوني ينظم عمل المفتش لكن تأثيره على ما ذكرت سيكون طفيفا.
خاصة مجال العلاقات.
وكما تعرفون فالأعمال في القطاع العمومي نوعان عمل بحثي يلزم صاحبه بإنجاز العمل بمواصفات محددة و في تاريخ محدد ولايلزم صاحبه من الحضور إلا ما هو ضروري لأخذ الالتزام أو لتسليم المنجز وبين هاتين المحطتين هو حر إلا إذا اشترط في العقد غيرذلك .
النوع الثاني والذي يدخل عمل المفتش ضمنه كمتخصص في الإدارة التعليمية والإشراف التربوي على المعلمين وكمكلف بالعمل الإداري. فالإداري ملزم بالحضور بداية الدوام الإداري و بالنزول بعد نهاية ذلك الدوام ،سواء أكان لديه عمل يقوم به أم لا ، فقد لا يكون لديه عمل في بداية الوقت ثم يجد عليه عمل ضاغط في نهايته والعكس.
فواجبه القانوني أن يكون حاضرا طوال يوم العمل ، وإذا احتاج للمغادرة يكون ذلك وفق مبرر شرعي .
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالكم ؟
فأنا أسألكم هل يعقل أن يوظف موظف ويتقاضى ما يترتب عن الوظيفة من مال دافعي الضرائب من أجل أن يعد ثلاثة تقارير سنويا عن شيء لا يدرك حقيقته لأنه رآه مرة أومرتين طوال سنة كاملة .
إن هذا التصور لمهمة المفتش النابع من الممارسة غير الواعية ، هو بالضبط الذي جعل المسؤولين في بلدنا يصدقون ما يروج لهم من عدم أهمية وظيفة مفتش بل ينظرون لوظيفة مفتش
دائما بأنها وظيفة ديكورية بدون فائدة .
فيقولون أليس الأفضل أن ننفق ما ننفق على اكتتاب المفتش وتوظيفه في زيادة عدد المعلمين ؟
هذا السؤال طرحه الرئيس معاوية على أحد وزاء تعليمه ، ولم يكن لديه من جواب إلا أن قال له لوكان المفتش بلا فائدة لما كانت فرنسا عندها مفتشون.
إذا هذا هو ما ينبغي أن يكون حسب النصوص المنظمة للعمل في موريتانيا وهي جلها لا تختلف عما به العمل في جل العالم .
لكن المسافة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون قد تكون طويلة أو قصيرة تبعا لمؤثرات ذاتية عندالفرد أو موضوعية أو خارجية منشؤها المحيط .
والمهم أن يعرف الفرد ماله وما عليه ويتصرف في كل الحالات بوعي وتقدير للمسؤولية من جهة وللمآلات من جهة ثانية .
وجوابا على الشق الثالث من سؤالكم أقول إن
الزيارات – التي لا ينبغي أن تكون خاطفة- هي جزء من عمل المفتش وإذا لم يقم بالجزء الآخر أو الأجزاء فلن تكون الزيارة ذات فائدة تذكر .
لأنها إما زيارة تقويم تشخيصي يتم على أساسها تخطيط عمل السنة البادئة.
أو زيارة تقويم تكويني لمتابعة مدى سلامة تصور و إنجاز ما خطط في السنة الجارية لترسيخ الصالح منه وتعزيزه وتصحيح مسار المنحرف منه .
أو هي زيارة تقويم إشهادي لما أنجز خلال السنة بعد نهايتها .
فإذا لم يقم المفتش برقابة الحضور والأداء وعلاج الاخطاء وتكميل النواقص حسب الخطة المرسومة أثناء سير العمل الروتيني ، تكون الزيارات بلا جدوى ونتائجها لا تمثل حقيقة.
فقد يجد المفتش المعلم قد أعد عدته فيقدم له درسا جيدا لكنه يتيم فيعطيه درجة جيدة ، مع أن المعلم مهمل لعمله ولا يحضر إلا نادرا مقصر مع تلاميذه فلا يفيدهم بشيء ذي بال .
وفي المقابل قد يكون المعلم مجدا في عمله حاملا مسؤولية تربية وتعليم تلاميذه لكن وقت حضور المفتش تزامن مع وجود عائق ما من عوائق الحياة النفسية أو الجسمية أو المادية الكثيرة ، فلم يستطع أن يقدم درسه كما ينبغي.
فيقوم المفتش ما عرض أمامه فيعطيه درجة سيئة فيكون قد ظلمه عن غير قصد، لكن الأدهى من ذلك أنه شجع المتكاسل وحطم معنويات المجد في عمله مما قد يسبب له إحباطا يصرفه عن أداء واجبه، و يحوله إلى كسول فيكون عمل المفتش هنا يحطم الموجود يهدم ولا يبني .
وتفصيلا لأهداف الزيارات الثلاث التي أفردتم بالذكر وأهملتم رديفاتها (الرقابة والمتابعة والتكوين المستمر، التسيير الإدارى والبحث في الظواهر المؤثرة سلبا أو إيجابا في نجاعة الأداء التربوي ) .
فالمفتش فعلا تلزمه ثلاث زيارات تقويم مميزة: الأولى منها كما قلنا تسمى زيارة تقويم تشخيصي يطلع من خلالها على الأوضاع والصعوبات والعراقيل لدى المعلمين : عراقيل في المحيط ، في المباني ، في الادارة،
عراقيل في نفسيات وظروف التلاميذ عراقيل وهو الأكثر تأثيرا في الخبرة الأكاديمية أو التربوية للمعلمين .
وعلى أساس هذه المعطيات وبالتعاون مع مدير المدرسة والادارة الجهوية ينجز خطته السنوية مصنفا الواقع المعيق إلى قضايا يستطيع حلها على مستواه وثانية يستطيع حلها بالادارة الجهوية والولاية وثالثة ترفع للوزارة عبر السلم الاداري للوزارة .
إذا هذه زيارة هدفها إعداد الخطة السنوية مع الادارة (المدارس والمفتشية) والوقوف مع الطواقم كل فيما يعنيه على الصعوبات للعمل على تجاوزها سواء المشاكل الادارية والمالية والبيئة المحيطة .
ولتعزيز فرص النجاح واستقبال السنة بروح فريق عملي متماسك.
و الجزء الثاني من عناصر الخطة يبنى بالتعاون مع المعلم لتعزيز فرص النجاح الصفي ولعلاج المشاكل التربوية والعلمية والنفسية والحس حركية ولبناء التعلم حسب ما يحقق الهدف المرسوم للتعلم عموما في تلك السنة ، تكون الخطة السنوية موزعة على ثلاث مراحل كل ثلاثي يتم تقييمه ..
تأتي الزيارة الثانية (تسمى زيارة متابعة )لتقييم مدى إنجاز الخطة العامة بشقيها الإداري والتربوي أما الزيارة الثالثة (زيارة تقويم إشهادي ) وفيها يتم التفتيش حسب المعلومات المطلوبة في الشكلية المعدة من طرف المفتشية العامة ، وتمتاز بوضع علامة رقمية /20 لتقييم العمل السنوي مبوبا في عدة مجالات كل مجال تعطى نقطة مجزأة عشر (من 1إلى 0) في اربع عتبات هي (0)-(25 ,0)- (0.75)-(1) .
ولا توجد أجزاء بين هذه العتبات .
بين الزيارة التشخيصية والاشهادية
يقوم المفتش بتكثيف زيارات الرقابة على الحضور والأداء وبالمتابعة عن قرب لمدى تطبيق الخطط ونوع الصعوبات التي لم تجد حلا أوالتي أبرزها التطبيق، وبالتنسيق بين المدير والمعلمين والمفتشية المقاطعية يبحث عن الحلول التي في مستواه .
ويتابع مع الهيئات المعنية الحلول التي على مستواها وعلى أقل تقدير ينجز تقريرا فصليا عن الايجابيات المراد تعزيزها ذاكرا الصعوبات والعراقيل التي لم تمكنه إمكاناته ولا ظروفه من علاجها مع ذكر الأسباب و مقترحات الحل.
أيضا يأخذ نماذج يحدد بالتعاون مع المعلمين ظواهر تحتاج لدراسة الأسباب ويوزعا على فرق من المعلمين لدراستها مثل هروب الأطفال من المدرسة، ضعف المستوى في اللغة أو أي ظاهرة أخرى .
كما يأخذ نماذج من الممارسات الايجابية التي يكتشفها عند نوابغ المعلمين يشارك بها المعلمين على المجموعات الواتسابية التي ينبغي أن يستغلها المفتش للتكوين والإعلام .
التقارير
كل زيارة تختم بتقرير يوضح أهدافها والمجريات والنتائج والمقترحات على ضوء النتائج.
وكذلك كل حدث وقع أو نشاط ذي فائدة أو مضرة يحرر به تقرير أو محضر حسب المجال و ترسل منه نسخة للمفتشية
ونسخة للإدارة الجهوية للإشعار وإخلاء المسؤولية وإذا اقتضى الأمر نسخة ثالثة للسلطة الإدارية للإشعار أيضا .
بهذا يكون المفتش قد جهز أدوات عمله من جهة وأخلى نفسه من مسؤولية التقصير فيما لا يستطيع القيام به .
الطالب : كثير من المعلمين تزعجهم زيارة المفتش للمدرسة وبالتالي قد لا يتفاعلون معه فما ذا عليه أن يعمل في وضعية كهذه؟.
الجواب :
هناك أسباب عديدة لمثل هذا السلوك بعضه يرجع لكون المعلم ليس واثقا من قدراته ولا يريد اطلاع المفتش على ذلك خوف العواقب .
لكنه أيضا قد يرجع لطبيعة تعامل بعض المفتشين وعقليته الاستعلائية ، والدواء في كلتا الحالتين في يد المفتش ، فإن استطاع أن يقنع المعلمين من خلال سلوكه أن ما بقوم به هو جزء من عمل مشترك عليهم أن يؤدوه معا كل حسب المهمة التي كلف بها والتي هي جزء من عمل يتكامل بهم جميعا .
فإن استطاع المفتش بفنيته وذكائه أن يقنعهم بذلك فيكسب ثقة الجميع ( سلمه الإداري وشركاؤه في العمل ، الادارة الاقليمية، والآباء، والمعلمون ) ويدخل بالتواضع وإظهار أن مهمته هي مهمتهم وأنهم يقومون بجهد مشترك (عمل فريق ) أساسه هو ماسيقوم به المعلم ؛
وجهود المفتش وغيره ماهي إلا مساعد و مكمل لعمل المعلم كما قلنا آنفا ، وأنه علي المعلم أن يعرب عن مدى ونوع حاجته لتكون مهمة المفتش هي العمل على تكميل وعلاج ما يلزم ، وهذا لا يعني أن المفتش لا يدرك أن المعلم أحيانا قد لا يكون بمستوى يمكنه من معرفة نواقصه أولا يمكنه من التعبير عنها، إنما فقط هو إظهار حسن النية وإزاحة للحواجز واتخاذ جواز عبور نحو ثقة المعلم وانفتاحه على التعاون دون مطبات .
فمع حقيقة أن عمل المفتش مرتبط ومكمل لعمل المعلم بل لا يمكنه أن يفيد التعليم إلا بقدر ما استطاع أن يقود المعلمين ويوجههم فإنه في الظرفية الحالية لبعض المعلمين من ضعف في المستوى وعدم الرضى الوظيفي بسبب تدني الرواتب فإن المفتش يقع عليه عبء أكبر مع هذا النوع من المعلمين وهو أن يتعامل معهم على أنهم معلمون على المستوى الذي يجعل رايهم يؤخذ به ، وفي الوقت يفرض عليهم بالحسنى الأجندة التي يراها مفيدة لتعلم الأطفال .
وهنا أؤكد على مبدئية الانطلاق دائما وأبدأ في كل خطة أو عمل من مصلحة الطفل الموريتاني بمواصفاته التي تحدد ملامح الشخصية الموريتانية كموجه وهدف ومقصد شرعي وقانوني فكل ما نعمله يجب أن يصب بشكل واضح في اتجاه المساعدة في تنمية مواهب المتعلم المشروعة ومعارفه وأخلاقه الاسلامية وقدراته اللغوية والعقلية والفكرية والعملية والمهارية وبتوازن .
وقد ذكرت اللغوية مع انها داخلة في المعارف وفي الفكر وفي المهارات وذلك لمحوريتها في التعلم فاللغة هي الحاملة للفكر وليس العكس فبدون اللغة يصبح الانسان حيوانا أعجم وبقدر تفتح المهارات اللغوية السليمة تتفتح المهارات الفكر ية وينمو التفكير المنطقي الناقد، فسلامة اللغة ليست ترفا فكريا ،وإنما هي ضرورة لفهم سليم ومنجاة من الفهم السقيم ..
والله ولي التوفيق.