عن الروايات الأخيرة .. أ. الصديق باب
ماذا بعد رواية “عبقرية آلمودات” لحسن لبات و رواية “عمر الغريب ” لسلمى مختار أمانة الله، إلا رواية “الترجمان” للدكتور السيد ولد اباه ؟
تلك المجاملة التي لم يوفق مؤلفها في صياغة تقديمها للجمهور على نقيض نظرائه الذين سوّقوا لكتيباتهم بأسلوب “تكباظ لقبه ” المحترف الذي يشار إليه في علم النفس ب (bais de confirmation ) و الذي أثبت جدوائيته في استمالة “الأدخن” لمعرفة اكتناه ما يحدث رغم تفاجئه و إحباطه و سخريته بعد اطلاعه على الرواية الأولى التي جابت نسخها ربوع الوطن في أقل من أسبوع بأسعار جنونية تكفي لاقتناء موسوعة بن حامدون في التاريخ و طه حسين في الأدب و إبراهيم الفقي في التنمية البشرية … !! .
للأسف الشديد لم يفلح صاحب الرواية الأخيرة في “ارفودكم لقبه” فقد أَطلع القارئ قبل خروج روايته للنور على مضامينها التي تدور سطورها حول سيرة العميل الفرنسي دودو سك المعروف بابن أبي المقداد و علاقته بالأمير ولد أحمد عيده تلك العلاقة المتناقضة بنية و مضمونا (..) و تلك السيرة التي يناقض عنوانها “الترجمان” موضوعيّتها ؛ فمن المعلوم أن بن المقداد و غيره من المترجمين الذين اعتمدتهم الإدارة الفرنسية لم يكونوا – وقتها – يجيدون اللغة العربية أحرى الفرنسية مما لا يدع للشك مجالا أن تعيينهم كان القصد من ورائه التجسس على مجتمع البيظان¹ للتحكم في سيرورته الاجتماعية و الاقتصادية ، و قد أفنى ” العميل” عمره في إثبات ذلك لأسياده الفرنسيين حيث شاركهم في جل بعثاتهم الاستكشافية و مهامهم السرية داخل البلد و بالأخص منها تلك التي كانت في منطقة آدرار (1889\1891\1892\1894\1898\1900\1902\1904\1905\1909)
مخلفا وراءه ما يثبت إدانته وتورطه في خيانة النضال و المقاومة الباسلة إذ تسطر أنامله ذلك في تقريره المقدم سنة 1889 م
حيث يقول : هذه الانتصارات تثير الأمل في نفسي بأنني في يوم من الأيام إذا ما تطلبت الظروف ذلك سأستطيع بفضل معرفتي لبلاد البيظان و خاصة بوصفي “حاجا” أن أساهم في توسيع نفوذنا [الفرنسي] السياسي و التجاري في البلاد الواقعة بين آدرار و المغرب و الجزائر ².
هذا الشخص الذي لا يجد غضاضة أو حراجا في خدمة الفرنسيين و الذود عن مصالحهم و تزويدهم بالمعلومات الضرورية – من نقاط ضعف و قوة السكان – لإظفار أسياده باستعمارهم
يغفله صاحبنا المجامل ليقدمه تحت شعارات و عناوين مضللة .
و لكي أكون منصفا قليلا ؛ ليس هذا في نظري جرم يقترفه صاحبنا وحده بل إنه جرم جماعي اقترفته ثلة من كُتاب هذا البلد و ما زالت لحد الساعة مصرة على اقترافه تخرج من حين لآخر “مسخة” تزينها بشعارات مجاملة تروج لها و تسوق عساها إلم تدر نقودا تترك خلودا .
فقبل سنتين من الآن خرجت علينا مجموعة من ” الدكاسذة ” بكتاب لهم حول الطريقة الشاذلية في المنطقة معزين فضلها لأسرة رئيس الجمهورية الحالي !
و لست بصدد تفنيد الكتابة تحت الطلب أو الجشع فمن حق كل إنسان أن يكتب ما شاء ..
و لكن لعلمه سيكون “رجع الصدى” وفق مدى جودة المحتوى المقدم إلم يكن المتلقي ” آلمودة ” !!
– مع كامل الود :
أ – الصديق و لمتالي
———-
1- ينظر :
Notes aubiographiques p35 Dossier bou el mogdad
2- ينظر : ” خط التشديد منا “