صناعة وبيع المطهر أنقذا “رامتا” من البطالة /حنان أحمد الولي

صناعة وبيع المطهر أنقذا “رامتا” من البطالة /حنان احمد الوليمثل الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا مشكلة بالغة الأهمية للفتاة ‘رامتا’ التي كانت تملك محلاً لبيع مواد التجميل في قلب العاصمة انواكشوط؛ فقد شهد المتجر فجأة انخفاضا هائلا في أعداد الزبائن، بعد أن كان يدر ارباحاً جيدة.
وبين عشية وضحاها، لم يعد هناك أحد تقريبا في الاسواق و المكاتب القريبة من المحل الذي كان هو المزود الرئيسي للنساء العاملات في الجوار.
ونتيجة لذلك، تقول ‘رامتا’ أن محلها الذي كان لديه زبائن دائمين يشترون منه ويدرّون دخلا ثابتا، إضافة إلى الزبائن الآخرين ، شهد انخفاضا في المبيعات بنسبة 70 في المئة على مدى ستة اشهر بعد قرار الإغلاق. مما جعل ‘رامتا’ تفكر في حل يساعدها في أزمتها المالية ويساعد في الجائحة على مستوى مدينتها.
تقول رامتا: قررت الاستثمار في أهم اسباب الوقاية من فيروس كوفيد-١٩ وهو نظافة اليدين والمحيط والتعقيم المستمر، فاخذت أثقف نفسي في كيفية صنع المعقمات والمنظفات منزليًا واستعنت بجارتي التي تملك شهادة جامعية في البيولوجيا وهكذا شكلنا فريقًا ممتازاً.
بدأنا في شراء الآلات والمعدات اللازمة وكان اول منتج نخرجه الى النور هو معقم لليدين لا يحتاج للتنظيف بعده وهو ماكان ضروريا حينها.
قمنا بتوزيع كمية من المعقم (تحمل طابعنا واسم شركتنا المتواضعة ورقم للطلب مستقبلا مجانًا ) على مستوصف صغير بالقرب من المنزل وعلى دكاكين مجاورة وعلى بعض المنازل، وقد كانت هذه الخطوة موفقة فقد تلقينا اول طلب بعد اسبوع فقط من توزيع المعقمات. وبعد أن فجَّرت الجائحة موجة غير مسبوقة من الطلب على منتجات التطهير والتعقيم، تعرضت جهات التوريد لضغوط هائلة، ضاعفنا الانتاج ووظفنا فريقا للمساعدة من خمس اشخاص.

وقمنا لاحقا بصنع منظف يعتمد على “الكلور” للقضاء على الجراثيم في الارضيات ومُطهِّر كحولي ومعطر جو يعقم الجو في نفس الوقت، وكله بمجهود ذاتي وعمل منزلي.
انا فخور بالفكرة وبالنجاح الذي حققته خصوصًا اننا لازلنا نوزع كميات مجانية في المستشفيات والأماكن العامة.
الآن بعد أن انخفضت نسبة الإصابات بشكل كبير واصبحنا طور التعافي من الجائحة قررت تخصيص جانب من محلي التجاري لبيع مواد التنظيف والتعقيم الى جانب مواد التجميل. اعتقد انني ضربت عصفورين بحجر واحد إذ تفاديت خسارة كبيرة كانت من الممكن ان تتسبب في إغلاق محلي وايضا جنيت ارباحاً مضاعفة واضفت مجالًا جديدا لثقافتي الشخصية.
العمل في مجال بيع منتجات المعقمات والمطهرات مربح جداً في زمن كورونا بسبب كثرة الطلب عليه والاقبال الكبير على شراء المعمات والمطهرات التي تقي الناس من شر كورونا ومنع انتقال العدوى للمقربين وللآخرين، ولكنه ايضا اصبح رائجًا ومربحًا حتى وبعد انحصار الجائحة، فاصبح شرائه كشراء سائر المنظفات والحاجات المنزلية.

تقول الناشطة في المجتمع المدني مريم احمد طالب :

حينما نفَّذت الحكومة تدابير الإغلاق لاحتواء انتشار فيروس كورونا، تضررت المجتمعات المحلية الفقيرة بشدة من جراء الآثار الاقتصادية الجانبية.
وكان من الضروري إيجاد فرص في خضم هذه الأزمات، وكان حينها الجانب الأهم هو النظافة الصحية وانتاج مواد معقمة ومطهرة منزليا كان من المشاريع الناجحة وقد كآن ولازال يساهم في مكافحة فيروس كورونا و إيجاد فرص عمل مجدية للناس الأكثر تأثراً لاسيما الشباب للمساعدة على تحسين أوضاع بيئاتهم.
لقد حاولت العديد من المنظمات الغير حكومية المساعدة قدر الإمكان عبر أنشطة منها توزيع المعقمات والحملات التحسيسية وأيضا التعقيم، وتجميع القمامة، لكن النقص الملحوظ في المعقمات جعل الأمر صعبا علينا وقد ساهمت المشاريع الصغيرة كمشروع رامتا في سد النقص الحاصل، كما كان متنفسا اقتصاديا للشباب في خضم الازمة فقد ساهم في إعالة أسرهم وتسديد فواتيرهم.
وتضيف مريم : من المفيد أن يكون الشباب أقل خمولا وفراغا مع انشغالهم بالعمل خلال اليوم، وهو ما قلَّل بدرجة كبيرة معدلات الجريمة ودام الإعتماد على الآخرين.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى