واقع التعاطي مع الديات.. استرخاص لدماء المسلمين واستسهال للجناية عليهم
د.محمدٌ محمد غلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
ليست هذه التدوينة لتفصيل أحكام الديات والحديث عن فروعها وأنواعها، وإنما هي للتنبيه على خطورة ما تعوده المجتمع من استرخاص دماء المسلمين واستسهال أمر الجناية عليهم؛ تبخيسا لتقدير الدّيات من جهة واستسهالا للعفو عن الجناة (أحيانا يكون العفو من طرف من لا يملك لمن لا يستحق!)
فليكن في علم الجميع أن تقدير الدية غير المغلظة:
١. على أهل الإبل: 100 رأس من الإبل (تقدير ثمنها المتوسط: 30.000.000 ثلاثون مليون أوقية قديمة) منجمة على ثلاث سنوات. وتتحملها العاقلة، إلا إذا كانت عن عمد عفي عن صاحبه أو اعتراف، أو كانت جناية أقل من ثلث الدية.
٢. وعلى أهل الذهب (أهل الحضر) 1000 دينار من الذهب (تقدير ثمنها المتوسط: 145.605.000 مائة وخمسة وأربعون مليونا وستمائة وخمسة آلاف أوقية قديمة)
٣. ثم إن في الجناية على كل جارحة، من الدية:
أ. إن كانت غير مزدوجة (إنهاك الأنف جذعا، أو قطع اللسان، أو تفويت القدرة من أي جارحة غير مزدوجة) دية كاملة.
ب. وفي الجارحة المزدوجة (العين مثلا نصف الدية) وفي المتعددة بحسبها.
٤. من العادات التي أفقدت الديات معنى الزجر وفائدة الجبر معا (مع تعطيل القصاص!) تبخيس مقادير الديات (ماتمنحه العاقلة منها، وما تقدمه شركات التأمين تعويضات)
وكذلك ما جرت به العادات الشيطانية من التكبر على أخذ الديات و”العفو” الكاذب عن القتلة والمستهترين، حتى إن العفو عن الدية قد يصدر عن أفراد من العاقلة لم يستشيروا فيه أهل الحق من الورثة، وقد يكون من بين أهل الحق قصّر فقدوا معيلهم على يد متهور نزق، يسترخص دماء الناس ويستسهل شأن الجناية عليهم.
والله تعالى أعلم.
د. محمدٌ محمد غلام
إعادة نشر مع تحديث الأرقام والقيّم