الاثنين الأسود…تأبين الجنوبية للعلامة القرضاوي

يوم الاثنين 26 سبتمبر 2022م يوم أسود في تاريخ الأمة الإسلامية، فيه امتلأت المآقي دموعا، وتفطرت القلوب حزنا و كمدا، فيه ينشد لسان  حال الأمة مع أبي البقاء الرندي :

فَجائِعُ الدهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ

 

وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ

 

وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ

 

دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ

 

هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ

 

فقد نعى الناعي صوت الحق، الذي ارتفع من المآذن والمنابر، وعبر القنوات والإذاعات، “يهدي الوجود الأضلا[1]”  :

لسانًا عن الحق لا ينثني وأذنًا على الزور لا تدبغ[2]

 

مضى من يشُج بقول الإله ولاة الأمور ومن يدمغ

 

 

مضى الشيخ العلامة: يوسف بن عبد الله القرضاوي، بعد عمر حافل بخدمة الإسلام والمسلمين ، لا يسأل الناس على تلك الخدمة  أجرا، و ولا يرجو منهم ثوابا ولا شكرا،  شعاره ” إن أجري إلا على الله “.

قرن من الزمان عاشه العلامة المجدد:  يوسف بن عبد الله القرضاوي، قدم فيه للمكتبة الإسلامية مئات الكتب النافعة، تبين  للناس ما نزل بهم من نوازل، وما استجد لهم من أقضية، فقد فصل- رحمه الله- ”  الحلال والحرام “[3]  و ” السنة والبدعة ” وبين ” فقه الزكاة ”  و حدد معالم ” ثقافة الداعية ”   و ” قيمة الإنسان وغاية وجوده في الإسلام ” كما كان قلمه سيفا مشهرا يذود به عن حياض ” تاريخنا المفترى عليه “. وبفقده ستفقد الأمة :

 

العالم البحر من سادتْ شمائلهُ و الفاضلُ الشهمُ قُلْ ، والشاهق الراس[4]
الازهري فريد العصر مجتهد فسل خبيرا به لا الطاعم الكاسي

 

الألمعي الذي عم الورى أدبا لله ما خط من كتب وكراس
من استوت عنده الآلات واتضحت له العلوم ومن يقتس بقسطاس

 

 

رحم الله العلامة القرضاوي بواسع رحمته، وجازاه خيرا عن دينه وأمته، وبارك في عقبه إلى يوم الدين.

لله ما أعطى و له ما أخذ و كل شيء عنده بأجل، وإنا لله وإنا إليه راجعون

أسترجعُ اللهَ في فقْدٍ وفاجعة فالخالدُ اللهُ والمخلوقُ للآسِ[5]

 

المدير الناشر :

الشيخ باب/ محمد الأمجد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  ـ شطر من قصيدة للشاعر الدكتور : إدي ولد آدب في مدح العلامة : محمد الحسن الددو

 

[2]  ـ من مرثية للشاعر : د.التقي ولدالشيخ، يرثي بها الإمام  العلامة : بداه ولد البوصيري

[3]  ـ مابين الزفرين عناوين بعض مؤلفات الشيخ المرحوم : القرضاوي

[4] ـ من مرثية للعلامة المغربي : سعيد الكملي، يرثي بها الشيخ القرضاوي

[5]  ـ نفس القصيدة السابقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى