ماهو مصدر أموال أهل الشيخ آياه؟
عبد الله أتفغ المختار
مع أن علاقتي بعض أفراد أسرة أهل الشيخ آياه قديمة وقوية، وخاصة الأخ الطالب بوي، ومع أنني تعرفتُ على الشيخ عبد العزيز، عن طريق بعض الاصدقاء والإخوة المشتركين من امثال: كممو ولد اتفغ اعمر، اميي ولد انداري، منير ولد إخليه، مع كل ذلك، فإني لستُ في وارد الدفاع عنهم، لأن الناطق باسمهم تبرأ مرارًا من المدافعين عنهم..
الحقيقة التي استطعتُ أن أقف عليها، وانا مهتمٌ جدًا باستقصاء الحقيقة، هي أن مصادر ثروة الطالب بوي وأخته العزّة، ليست سوى (لحجاب) ولشخصيات موسرة في العديد من الدول، وقد علمتُ من بعض المصادر أن بزوغ نجم العزة كان بسبب حاجة سيدات خليجيات محافظات جدًا، إلى حجّابة أنثى، لكونهن لا ينكشفن على غير محرم..
لم ألتق العزه، وربما يجلني ذلك موضوعيًا الى حد كبير، إذ تصعب الموضوعية على الصحفي عندما يلتقي العزة، وبعد لقائه بها لن يكتب (العزة) حافية، وإنما سيكتب الشيخة العزة..
نعم، هناك أسبابٌ للتحامل على هذه الاسرة، ومن عدة جهات:
أولًا: هناك العديد من الحجابة الموريتانيين وغير الموريتانيين الذين يعتقدون ان حظوة اهل الشيخ آياه قد زادت عن الحد، ولكننا نعلم أن بعض حجابتنا قد أفسدوا السوق بالتحايل، بمعنى أن الحجاب يجنى ثروة من المبلغ المقدم مقابل الرقية- لحجاب، ثم يغادر قبل استلام المؤخر، لأنه ليس حجابًا/ راقيًا، وإنما (خبّاط أعماير) وهم كثر.
ثانيًا: استقبل اهل الشيخ آياه أموالًا كثيرة فعلًا، وأجزلوا منها العطايا للبعض ومنعوا البعض، وهو تصرف المالك في ملكه، لكن ذلك ألّبَ عليهم الكثير من العدوات، إذ لا يفهم الناقمون عليهم، من الفنانين والمشاهير وحتى المدونين، لماذا أعطوا لفلان كذا ومنعوا فلانًا من كذا.
ثالثا: هناك أعداء يظهرون بين الفينة والأخرى، بسبب ما يرى البعض أنه خضوع للابتزاز من بعض أفراد الأسرة، وبالتالي أصبح أهل الشيخ آياه هدفًا للمدح من قطاع عريض من الشعراء والفنانين، منهم من أخذ جزاءه ومنهم من ينتظر، ومنهم من نفد صبره دون أن يحصل على أي جزاء.
رابعًا: إن كسر أهل الشيخ آياه للقاعدة بتقديم الهدايا لمريديهم ولشيعتهم لن يروق بحال من الأحوال للمشايخ الذين يعولون كثيرا على ما يجود به الأتباع، وبالتأكيد هناك من يعاديهم في السر بسب هذه النقطة تحديدًا.
خامسًا: هناك الساسة الذين وجدوا أنفسهم، بين عشية وضحاها مطالبين بالإنفاق على مناصريهم بنفس مستوى إنفاق أهل الشيخ آياه على مسانديهم في السياسة، وهناك من الساسة في اترارزه من انسخب كليًا من مناطق نفوذ أهل الشيخ آياه، وهناك من يصعب عليه تفهم تصدر الأسرة للمشهد في ظرف وجيز، لا لشيء، إلا لصعوبة مجاراتها في تقسيم ثروتها على صعاليك الصحافة وعلى الفنانين وحتى على الفقراء والمحتاجين أيضاً.
كل ذالك ليس كُرهاً بالضرورة ولا هو بالحسد ربما، وإنما نقمة ودهشة واستغرابًا من عائدات لحجاب، كما نسميه نحن العوام، ويُسمى هناك بالرقية، وهو مشروع عندهم، وهو مشروع حتى لدى المنكرين على الححابة التقليديين، كما لا يحظر الشرع إجمالًا ممارسة لحجاب – الرقية بالقرآن، تفسيرًا لقوله تعالى :”وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” وغنيٌ عن القول إن خير علاج هو العلاج بالقرآن الذي يحمل بين دفاته الشفاء للأمراض الحسية والمعنوية.
ما لا يعلمه الكثيرون أن قوانين الدول الخليجية بدأت تنفتح على الرقاة غير الخليجين، وحتى السعودية التي كانت تحارب الرقاة، أصبحت تقبلهم في كل إماراتها، وقد أصدرت دولة قطر مؤخرا لائحة بأسماء الرقاة القطريين الذين يحق لهم ممارسة الرقية، التي نسميها نحن نحن لحجاب، وسمحت بمقابل (جعل) لما يقوم به الرقاة..
وثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مارسوا الرقية في سفرة سافروها، وأخذوا عليها جعلًا (قطيعا من الماعز) وعندما عادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرّهم على ذلك. وقال ابن تيميه في مجموع الفتاوى:(وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية)�وعلى هذه الأسس شرّع الخليجيون الأجر على الرقية إذا حصل بها شفاء وكانت موافقة للسنة النبوية..
قد يقول قائل: وما أدراك أنها مواقفة للسنة النبوية؟ وهذا السؤال واردٌ، ولكن لم ترد أي شكوى من أي أحد أو من سلطات أي دولة حتى الآن مفادها أن أهل الشيخ آياه تحايلوا على فلان أو على فلانة في هذا البلد أو ذاك، وكل البنوك والمصارف في العالم تستقبل عوائد الرقية وترسلها بدون حرج ما دامت ليست موضوع خصومات، وتسمح بها قوانين الدول..
شخصيًا خدمتُ سبع سنوات وفي دولة الامارات، وكثيرًا ما التقيتُ بحجابة موريتانين، وقليل منهم من غنِم منها وعاد إليها، والسبب دائمًا هو التحايل، باستثناء الطالب بوي الذي كان يغادرنا في دبي هذا الأسبوع، ثم يعود إلينا في الاسبوع الموالي، وذلك دأبه حتى الساعة، ولم نعلم بمأخذ على نشاطه وسلوكه هناك.
أمّا تهمة (البودرة) فليست واردة في حق الأسرة إطلاقًا، وسعيٌ غير حصيف لتشويه سمعتهم فقط، ولصالح أكثر من طرف، إن لم يكن إبتزازاً ضل طريقه..