هل ستكون أخطاء رحلة الأمس فرصة لتصحيح مسار رحلة الغد؟؟
سهل ولد أحمد- ناشط نقابي
مضت فترة الوزير المختار ولد داهي بما حملت من أخطاء، وغادر معها الوزارة تاركا وراءه حملا ثقيلا من المشاكل والأعباء تنوء الجبال بحملها، فقد كرَّس الوزير فترته لما يراه هو إنجازا ووضعا لقطار الإصلاح على السكة، وما يراه المُتابع للمشهد التعليمي مُجرد ذر للرماد في عيون المتعطشين للإصلاح، وإظهار الوزير وطاقمه في أبهى حلة يمكن أن يظهروا بها أمام من يُريد “الإصلاح المزعوم”، فبدأت القرارات الارتجالية، وتطبيق القوانين التي لم تُطبق من قبل، من “فصلً” وتحويل، وترقية لمن لا يستحقها، وتواصلت تلك القرارات والمُقررات والتعميمات، كحبات السبحة، ولم يسرِ مفعول أي من هذه القرارات إلا ما كان سلبيا على المُدرس، حيث طُبق العام الدراسي كما في القانون التوجيهي، دون تطبيق باقي نقاط ذلك القانون، وما تحمله من وضع للمدرس في ظرزف مادية ومعنوية يمكن أن يُؤدي بها مهنته النبيلة، وخُصم من علاوات المدرسين، وكان آخر مسمار يُدق في نعش الوزارة “وإصلاحها المزعوم” الحوار أو المهزلة التي أُطلقت أسابيعا قبل الحملة الانتخابية، وهو ما تم التنكر لنتائجه فيما بعد وتغييرها وتحريفها بشهادة من كانوا جالسين على مقاعده من قادة النقابات، ولن أنسى مهزلة المدرسة الجمهورية والزي المدرسي وما صاحبها من هرطقات إعلامية هنا وهناك، وتحذير للآباء وإنذار للأبناء من عدم ارتداء ذلك الزي قبل تاريخ يوم محدد، كرره السلفُ مرات عديدة، وهو ال30 نوفمبر 2023، وهو ما لم يلتزم به أي تلميذ أو أي أب…واليوم ونحن نودع الوزير المختار، ونستقبل الوزيرة هدى، هداها الله لما فيه مصالح المدرسين، نُذكرها بأن تضع أخطاء سلفها نصب عينيها، وتُركز على الكيف بدل الكم، وتبتعد عن الأنظار فترة من الزمن، وتترك الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فرعيتها سئمت وملت من تدوينات لقائدها السابق، وردوده التي عادة ما تكون بلسما آنيا لمشكلة من آلاف المشاكل المتراكمة، فوزارة التهذيب تُعدُّ وكرا من أوكار الفساد التي عشش فيها منذ أزمنة بعيدة، وهي القادمة من المعهد التربوي الوطني أحد بُؤر ذلك الفساد الكبيرة التابعة لها، ومن استطاع أن يُسيره ويضبطه يُمكن أن يبسط هيمنته أو يُحاول ذلك بنسبة كبيرة على تلك الوزارة.