ضحايا الحنين(شعر)
الشاعر: محمد المختار محمد أحمد
نظم صالون مامون الأدبي بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين أمسية شعرية أنعشها عدد من الشعراء الشباب من بينهم الشاعر المبدع: محمد المختار محمد أحمد الذي ألقى نصوصا جميلة كان من بينها النص التالي:
ضحايا الحنين:
كزيتونةٍ في زمانٍ طَريحْ
نُغالبُ حزْنَ المكان الفَصيحْ
تمرُّ السنينُ ولا سَعْدَ يأتي
كأنَّ قطارَ الحظوظِ جَريحْ !
حنانيك يا دهرُ يا دهرُ مهلا
فنحن عِيالُ السرور الذبيحْ
ونحن مُلوك السماحة في كل
يوم نزاحُ ولسنا نزيحْ
سنابلنا يابساتٌ بكل السنين
كسطح السرابٍ الفسيحْ
وموطنُنا مُوحشٌ مُوحشٌ
كاصْفرارِ الحشائشِ فوق الضريحْ !
مصاب بما لا يُريدُ وليس
به -كي يُداوِيَهُ- من مسيح
يحاصرنا بدخان (المَدائن)
حينًا وحينًا بجُوعِ (الصفِيحْ)
فيسحقُنا الملْحُ حيث الصحاري
تَحُطّ نخيلا وتَرْفعُ شِيحْ
وحيث غبار السوافي يتيح
لزحْف التباريح أن لا يتيحْ..
تُشتتنا كل ريح تمر
لماذا تشتتنا كل ريحْ ؟!
إذا ما غمزنا صَبايا الأمُور
تُشيحُ -كأحلى الأماني- تشيحْ..
فشكرا لهذا الخرابِ الذي مَدَّ
مَن يُستباحُ لمن يَستبيحْ !
يَصيحُ بنا الحاضرُ المرُّ أنتم
ضَحايَا الحَنين نقولُ صحيحْ
نحن إلى بَلدٍ لا يئنُّ
وعقلٍ يُداوي الوجودَ الشَحيحْ
نَحِن إلى (لَمّ شَمْلٍ) جميلٍ
كشكْلِ هِلالِ “لَيالي المديحْ” !
تَعِبنا من العَوْمِ فوقَ السرابِ
ومن هِجْرةٍ في خُطانا تَسيحْ
متى نسْتريحُ من الحسَراتِ
التي تستَبيحُ..متى نستريحْ؟!
يذكر أن الشاعر مختار حاصل على شهادة ماستر في النحو والصرف من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، كما شارك في عدد من الفعاليات الأدبية، ونشرت نصوصه في مجلات عربية مختلفة.
إعداد: الشيخ باب محمد الأمجد