السالكة معلمة حولت بيتها الى مدرسة في زمن الجائحة/ حنان أحمد الولي
اضطر الطلاب في معظم أنحاء العالم إلى حزم أمتعتهم فجأة وإنهاء دوراتهم بعيدًا عن الكليات والمدارس، حيث أجبرت جائحة فيروس كورونا العديد من الهيئات التعليمية والطلاب على الانتقال إلى التعليم الافتراضي، وهو الجديد على العديد ممن اعتادوا على التعليم الحضوري داخل الفصول الدراسية.
وجدت السالكة الراظي وهي مدرسة أن نسبة كبيرة من تلامذتها لا يحضرون الدروس عبر المنصة، الحكومية التي تقدم التعليم عن بعد وبعد التواصل مع أوليائهم تبين أن بعضهم لا يملكون هواتف ذكية أو حواسيب في المنزل والبعض الآخر ليس لديه من يشرف عليه أثناء العملية التعليمية عن بعد.
بادرت السالكة إلى تحويل غرفة من منزلها إلى فصل يحترم مسافة التباعد ويوفر المتابعة اللازمة للتلاميذ في فترة الحجر، اصبحت السالكة تنظم وقتها لتستقبل عشرة طلالب يوميا نصفهم في الصباح والباقي بعد الزوال، .
تتحدث السلكة عن التجربة ” كان الأمر غريبًا في البداية فقد تعود الاطفال على الصفوف وكانو يعتبرون الصف المنزلي أقل جدية، يتشتت انتباههم عند كل حركة أو صوت في البيت، يستطيع الطلاب الأكبر سناً أن يكونوا جادين بشأن تعليمهم، وأن يتعلموا كيفية إدارة الوقت وتحديد جدولهم اليومي، وأن يتعلموا الدراسة عن بعد على الرغم من المشوشات المستمرة، لكن التعامل مع الاطفال صعب ويحتاج صبرا، لكن مع الوقت استطعت السيطرة على الوضع بمساعدة أولوياء أمور الطلبة، حيث استطعنا التأقلم
“قد كان تخصيص غرفة خاصة في المنزل وتجهيزها بحيث بدت أقرب ما يكون إلى القسم أمرا مهما لجعل الأطفال أكثر انتباها وجدية.
بعد تخطي أغلب الصعاب تمكنا من اختتام العام الدراسي بنجاح واستطاع تلاميذي الصغار الحصول على الدروس بالمستوى المطلوب للمتابعة.
وتعبرالسالكة الراظي عن حزنها : “لأنها لم استطع مساعدة عدد أكبر، لكن الامر كان يحتاج مدرسين أكثر وغرف أكبر ، وهو مالم أستطع توفيره للأسف. الاطفال الذين درستهم منزليا تمكنوا من المحافظة على مستوياتهم الدراسية أكثر من الذين كانوا يدرسون عن بعد، فبعضهم لم يستطع الاكمال وبعضهم لم يكن يستوعب الدرس عن بعد.
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول السالكة ” أحد صعوبات التعلم عن بعد هي أن المعلمين يشعرون أن الطلاب خارج نطاق سيطرتهم وإشرافهم, فقد يشعر المعلم بالإحباط عندما يدرك أنه يشرح شيئا ما لكن التلميذ لا يتابعه، فبالإضافة إلى المشاكل التقنية في التعلم عن بعد، يواجه المعلمون أيضًا صعوبة في الحفاظ على الانضباط في البيئة الافتراضية”.
مريرمه حمدان والدة الطفلة زينب التي استفادة من دروس السالكة الراظي تقول إن السيدة السالك انقذت ابنتها من ضياع سنة بكاملها
وتتأسف لأنها لا تملك هاتفا ذكيا
” لم أكن يوما من متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف الوحيد الذي أحمله هو هاتف صغير يصلح للاتصال فقط، حين أخبرتني إدارة المدرسة بضرورة إشراك ابنتي في برنامج التعليم عن بعد لم أعرف ما لعمل فحتى لو اقتنيت هاتفا أو لابتوبا لا أعرف كيف أرتب الأمر” تضيف مريومه
وتضيف “أخبرتني المدرسة السالكة بفكرتها بتعليم الاطفال منزليا، لان ابنتي لم تكن الوحيدة التي لم تستطع الانضمام الى التعليم الافتراضي، فوافقت على الفور وقد كانت فكرة موفقة نشكرها عليها ونشعر بالامتنان لها.”
سيديا أحمد موسي أستاذ جامعي وعضو المنظمة الموريتانية للمساعدة والتضامن الاجتماعي ودعم حماية البيئة :
أوجدت جائحة كوفيد – 19 أكبر انقطاع في نظم التعليم في التاريخ، وهو ما تضَّرر منه الكثيرون، وأثرت عمليات إغلاق المدارس وغيرها من أماكن التعُّلم على نسبة كبيرة من الطلاب في كل مكان، وهي نسبة ترتفع اكثر فاكثر في المجتمعات المنخفضة الدخل.
وفاقم الأزمة الفوارق التعليمية القائمة أصلاً عن طريق الحد من فرص الكثير من الأطفال والشباب والبالغين المنتمين إلى أشد الفئات ضعفا – أولئك الذين يعيشون في مناطق فقيرة أو ريفية والفتيات والأشخاص ذوو الإعاقة والمشردون قسراً في مواصلة تعُّلمهم.
كان للانقطاع عن التعليم وسيظل له آثاٌر كبيرة تتجاوز التعليم حيث يؤدي إغلاق مؤسسات التعليم إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي الذي بدوره قد يؤدي لزيادة المجرمين القصر.
من جهة أخرى، حّفزت الأزمة الابتكار داخل قطاع
التعليم، وقد رأينا نُهجاً مبتكرة دعماً لاستمرارية التعليم والتدريب، من الإذاعة والتلفزيون إلى التعليم المنزلي كما في النموذج اعلاه وهو ما ساعد في تطوير الحلول دعما لاستمرارية التعليم. مايذكرنا بما للمعلمين من دور أساسي وبأن ثمة واجباً متواصلاً يقع على عاتق الحكومات لرعاية العاملين في مجال التعليم.
تجب الاستفادة من هذه الأزمة عبر تعزيز قدرة نظم التعليم التكيف و الإستجابة للتحديات المباشرة لإعادة فتح أبواب المدارس على نحو آمن وجعلها في وضع يتيح لها التعامل على نحو أفضل مع أزمات المستقبل.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية