هؤلاء سيشكلون نواة حزب إسلامي جديد بموريتانيا
إعداد موقع الجنوبية
يتوقع أن تشهد الساحة السياسية الوطنية ميلاد حزب إسلامي المرجعية، وطني الانتماء، يقوده الرئيس الأسبق المؤسس لحزب ” تواصل ” محمد جميل منصور، الذي خرج من حزبه مغاضبا، بعد أن لم يحظ بالمكانة التي توقع، والمقام الذي كان يرجو كأحد أبزر العقول الإسلامية في موريتانيا، وأكثر السياسيين الموريتانيين دراية باللعبة السياسية في البلد، الذي تطغى السياسة وأحاديثها على الحديث اليومي لمواطنيه.
فرضية إنشاء الرجل حزبا جديدا ألمح إليها في رسالة استقالته الموجهة لرئيس الحزب، و يدعمها- وفق العارفين بالرجل- المؤهلات القيادية له، و تعوده الجلوس في قمرة القيادة لفترة طويلة، ونفوره الشديد من المقاعد الخلفية.
كانت البداية حين أعلن الرئيس الأسبق لحزب “تواصل” في الشهر الرابع من العام الحالي(2023) أخذ مسافة من الحزب وقيادته بعد إعلان الحزب عن ترشيحاته للمجالس الجهوية، والتشريعية، و البلدية في 18 مايو الماضي، والتي وصفها ولد منصور بأنها خطوة إلى الوراء، وتراجع عن مكتسبات تمثيل جميع الشرائح، وهو ما “ظهر بجلاء واستفزاز في رؤوس اللوائح الوطنية الثلاث (الوطنية المختلطة، الوطنية للنساء، الشباب ) التي سيقترع عليها في كل موريتانيا وحيث يوجد موريتانيون، والتي تعطي صورة الحزب الوطنية المتكاملة، حيث أسندت قيادتها لمكون واحد تراجعا عن عرف درج عليه تواصل (أيام كان نواكشوط دائرة واحدة وتوازي بحجمها ورمزيتها وعددها لائحة وطنية) بحسب بيان أخذ المسافة. الأمر الذي نفاه قادة الحزب الحاليون، معتبرين أن ترشيحاتهم ترد عليه وتنفيه.
ويرى متتبعون لمسار الحزب المعارض، المحافظ على صدارته لنتائج المعارضة للمرة الثانية، أن نأي جميل بنفسه عن الحزب بدأ من انتخاب خليفته محمد محمد محمود ولد سيدي عام 2017 في مؤتمر الحزب الثالث، حيث بدأ الخلاف يدب بين الرجلين، إثر تباين رؤاهما، وسعي جميل لممارسة شبه وصاية على قرارات القادة حينها، بواسطة تدوينات ترد أو تهاجم كل قرار يصدر عن الجهات الرسمية في الحزب، لتظل الهوة في اتساع بعد انتخاب رئيس جديد للحزب في مؤتمره الرابع (2022م) لتستمر عزلة جميل داخل الحزب، الأمر الذي أرغمه على الاستقالة “غير فرح ولا مسرور وفق نص استقالته”.
الكاظمين الغيظ.. نواة الحزب الجديد..
يكتم الكثير من القادة التواصليين المبعدون عن قمرة قيادة الحزب، و المستثنون من ترشيحاته الأخيرة غيظهم من القيادة الحالية في انتظار أن تلوح بارقة أمل تعيدهم إلى مشهد الصدارة.
ويتصدر هؤلاء المغاضبين نائب رئيس الحزب السابق، ونائب رئيس الجمعية الوطنية: محمد غلام ولد الحاج الذي يتقاطع مع الرئيس جميل في دعمه لسياسات رئيس الجمهورية: محمد ولد الشيخ الغزواني، غير أن الانضباط الحزبي، والولاء الفكري حتم عليه مراقبة المشهد من بعيد.
وسيتعزز الحزب الجديد- ربما- بنواب المأمورية الماضية الذي أبلوا بلاء مشهودا لم يشفع لهم في تجديد الثقة لهم، وعلى رأسهم: محمد ولد محمد امبارك، الذي أبان عن جزء من سخطه اليوم، بتدوينة تنتقد تجاهل أحزاب المعارضة لمشكل العطش، وغيرها من الأزمات التي تلاحق المواطن وفق تعبيره.
ولا يستبعد أن يلتحق بركب الحزب الجديد قادة الصف الأول من شباب” تواصل” المنبهرون بطرح جميل، المؤمنون بأفكاره، المقرون بالاستفادة من تجربته وقيادته، ويتزعم هؤلاؤ، رئيس المنظمة الشبابية الأسبق: محمد فاضل ولد المختار.
وجود هذه الطائفة من المغاضبين كشف عنه جميل في كتاب استقالته، ذاكرا من بين مبرارتها” استمرار سياسة إقصاء وإبعاد قيادات في الحزب لاتنقصهم الكفاءة ولا الخبرة ولكنهم يرون الأمور على نحو مختلف عن نظرة بعض القيادات الحالية للحزب، فكان ذلك مؤشرا على عجز في إدارة التنوع القيادي، أعقب الفشل في التعاطي مع استحقاقات التنوع الوطني.’ وفق وصفه.
وبعد أن يقف الحزب على سوقه محتلا مكانته في المشهد السياسي، سيكون مثابة للذين لم يجدوا مكانهم المأمول في الحزب الحاكم ممن يعتنقون الفكرة الإسلامية، و قدموا استقالاتهم سابقا من حزب “تواصل” مثل: عمر الفتح، ومريم دافيد التي التحقت مؤخرا بركب الحزب الحاكم.
ويرى مراقبون بأن تأخير جميل منصور الإعلان عن حزبه الجديد، عائد إلى توسيع دائرة مشاوراته داخل الصف الإسلامي لاستقطاب أكبر قدر من رموزه.